تعتبر الازمة السورية الحدث الاهم والاكثر اثارة للجدل والخلافات على
الساحة العربية وهي تختلف تماما عن بقية ثورات الربيع العربي في مصر وتونس واليمن
التي حظيت بتأييد واسع فهناك انقسام شديد يسود الرأي العام العربي حول الموقف من
هذه الازمة واعتقد ان ذلك يعود لسبب بسيط هو انه في مصر وتونس كان هناك صراع بين
نظام مستبد وشعب ثائر ولكن ما يحدث في سوريا يختلف تماما فقد تحولت الاحتجاجات
الشعبية السلمية الى معارضة مسلحة مدعومة من جهات خارجية ومرتهنة للغرب تستخدم
العنف بأبشع صوره وبشكل لا يختلف ابدا عن وحشية النظام واجرامه.
المشكلة هي ان الكثيرين لا ينظرون الى المسألة الا بشكل انفعالي بعيد عن الموضوعية فهم ينظرون اليها من زاوية واحدة فقط .
اعتقد ان هناك الكثير من العوامل التي يجب اخذه بعين الاعتبار عند النظر الى هذه الازمة ومن المؤكد انه لا يمكن النظر الى احدها واهمال الاخر بل يجب اخذها جميعا بعين الاعتبار لتكوين موقف متزن يلتزم بالثوابت الوطنية والقومية كما يلتزم بتطلعات الشعب السوري للحرية.
يمكن تقسيم العوامل التي تتحكم بالموقف من الازمة السورية الى قسمين فهناك عوامل داخلية تتمثل بفساد النظام وقمعيته واتباعه اساليب غير انسانية في مواجهة الاحتجاجات السلمية كما تتمثل بغياب العدالة الاجتماعية ولكن من جهة اخرى فان بقاء النظام يضمن نوع من الاستقرار الاجتماعي والسياسي في سوريا(كما في لبنان من خلال تحالفاته) فهو صمام الامان الذي يسد الطريق امام الكارثة التي تتربص بسوريا ولبنان وهي الحرب الطائفية كما انه الضامن والحامي للعلمانية والتقدم فهو خط الدفاع الاخير امام المد الرجعي الذي يسود العالم العربي والذي ينذر بسيطرة الفكر الديني المتطرف حسب رأي المؤيدين له.
ومن ناحية اخرى هناك مجموعة من العوامل الخارجية تتمثل في دور سوريا في عهد النظام والذي يظهر من خلال دعمها للمقاومة اللبنانية والفلسطينية ودخولها في تحالف مع ايران واستقلالها عن التبعية للغرب كما انه لا يمكن انكار الناحية الايجابية للسياسة الخارجية للنظام والمتمثلة في علاقاته مع دول البريكس او دول المعسكر الجديد والتي تمنحه قوة في مواجهة الغرب والكيان الصهيوني ولكن ومن ناحية اخرى فان للنظام بعض المواقف الخارجية التي لا يمكن اعتبارها في صف المقاومة والممانعة للغرب والامبريالية فالنظام وقف مع التدخل الخارجي في حرب الخليج كما انه تدخل في لبنان في بداية الحرب في صف المعسكر اليميني الانعزالي ضد القوى الوطنية وهو موقف غير مفهوم وبرر ذلك في خطابه الرسمي بحرصة على حماية الاقليات لمنع الكيان الصهيوني من التدخل في لبنان بهذه الحجة كما انه تورط في اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط مما اسهم في اضعاف الحركة الوطنية ولا يمكن تجاهل قبوله لمبادرة السلام العربية وهو ما يتنافى مع سياسة المقاومة للعدو الصهيوني.
لقد اطلنا في عرض مختلف الامور التي لا بد ان تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ موقف معين من هذه الازمة سواء مع النظام ام مع المعارضة
واذا نظرنا الى الامر بموضوعية سنخلص الى ان السلبيات المترتبة على رحيل النظام بالتدخل الخارجي الاستعماري -وهو امر مرفوض نهائيا من ناحية المبدأ-او من خلال الحسم العسكري للمعارضة المسلحة تفوق الايجابيات بل ربما يؤدي الى وقوع سوريا في كوارث لا تحمد عقباها خاصة اذا نظرنا الى طبيعة المجموعات التي يتكون منها ما يسمى بالجيش الحر والتي يتبنى معظمها فكر طائفي تكفيري كما انها لا تخفي تلقيها الدعم من الغرب ومن دول الخليج ووجود مقاتلين من خارج سوريا في صفوفها والواجهة السياسية للمعارضة الخارج من المجلس الوطني(او مجلس اسطنبول) والائتلاف الوطني المعارض لا تقل سوءا عن المجموعات المسلحة فهي مدعومة بشكل رسمي وعلني من الغرب كما انها على تفاهم كامل مع الادارة الامريكية وبالتالي فهي تعتبر منفذة لسياساتها وضامنة لمصالح الكيان الصهيوني في المنطقة.
بالمقابل فان الحل السياسي لن يتيح لهذه القوى المشبوهة السيطرة على سوريا كما انه سيحافظ على وحدة سوريا وعلى مؤسسات الدولة السورية فهناك معارضة وطنية شريفة حريصة على مصلحة الوطن واستقلاله فهناك هيئة التنسيق بقيادة المناضل هيثم مناع وهناك بعض الاحزاب السورية التي تتبنى منهج التغيير السلمي وهي ما اصطلح على تسميتها بمعارضة الداخل.
ان تسلم احد الاطراف المشبوهة من المعارضة السورية يصب في مصلحة الغرب والقوى الامبريالية التي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة والقضاء على دور سوريا باستبدال النظام السوري بنظام تابع للغرب ومنفذ لسياساته يكون صديق عزيز للكيان الصهيوني كما النظام الاخونجي في مصر.
وبالتالي ليس هناك بديل عن الحل السياسي فانقاذ سوريا اهم من الانتقام والعنترة واخذ الثأر المسألة ليست في شخص بشار الاسد او غيره المسألة تكمن في ضرورة انقاذ سوريا والحفاظ على وحدتها واستقلالها ودورها المقاوم بدون اهمال تطلعات الشعب السوري الى حقوقه في الحرية والعدالة الاجتماعية .
المشكلة هي ان الكثيرين لا ينظرون الى المسألة الا بشكل انفعالي بعيد عن الموضوعية فهم ينظرون اليها من زاوية واحدة فقط .
اعتقد ان هناك الكثير من العوامل التي يجب اخذه بعين الاعتبار عند النظر الى هذه الازمة ومن المؤكد انه لا يمكن النظر الى احدها واهمال الاخر بل يجب اخذها جميعا بعين الاعتبار لتكوين موقف متزن يلتزم بالثوابت الوطنية والقومية كما يلتزم بتطلعات الشعب السوري للحرية.
يمكن تقسيم العوامل التي تتحكم بالموقف من الازمة السورية الى قسمين فهناك عوامل داخلية تتمثل بفساد النظام وقمعيته واتباعه اساليب غير انسانية في مواجهة الاحتجاجات السلمية كما تتمثل بغياب العدالة الاجتماعية ولكن من جهة اخرى فان بقاء النظام يضمن نوع من الاستقرار الاجتماعي والسياسي في سوريا(كما في لبنان من خلال تحالفاته) فهو صمام الامان الذي يسد الطريق امام الكارثة التي تتربص بسوريا ولبنان وهي الحرب الطائفية كما انه الضامن والحامي للعلمانية والتقدم فهو خط الدفاع الاخير امام المد الرجعي الذي يسود العالم العربي والذي ينذر بسيطرة الفكر الديني المتطرف حسب رأي المؤيدين له.
ومن ناحية اخرى هناك مجموعة من العوامل الخارجية تتمثل في دور سوريا في عهد النظام والذي يظهر من خلال دعمها للمقاومة اللبنانية والفلسطينية ودخولها في تحالف مع ايران واستقلالها عن التبعية للغرب كما انه لا يمكن انكار الناحية الايجابية للسياسة الخارجية للنظام والمتمثلة في علاقاته مع دول البريكس او دول المعسكر الجديد والتي تمنحه قوة في مواجهة الغرب والكيان الصهيوني ولكن ومن ناحية اخرى فان للنظام بعض المواقف الخارجية التي لا يمكن اعتبارها في صف المقاومة والممانعة للغرب والامبريالية فالنظام وقف مع التدخل الخارجي في حرب الخليج كما انه تدخل في لبنان في بداية الحرب في صف المعسكر اليميني الانعزالي ضد القوى الوطنية وهو موقف غير مفهوم وبرر ذلك في خطابه الرسمي بحرصة على حماية الاقليات لمنع الكيان الصهيوني من التدخل في لبنان بهذه الحجة كما انه تورط في اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط مما اسهم في اضعاف الحركة الوطنية ولا يمكن تجاهل قبوله لمبادرة السلام العربية وهو ما يتنافى مع سياسة المقاومة للعدو الصهيوني.
لقد اطلنا في عرض مختلف الامور التي لا بد ان تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ موقف معين من هذه الازمة سواء مع النظام ام مع المعارضة
واذا نظرنا الى الامر بموضوعية سنخلص الى ان السلبيات المترتبة على رحيل النظام بالتدخل الخارجي الاستعماري -وهو امر مرفوض نهائيا من ناحية المبدأ-او من خلال الحسم العسكري للمعارضة المسلحة تفوق الايجابيات بل ربما يؤدي الى وقوع سوريا في كوارث لا تحمد عقباها خاصة اذا نظرنا الى طبيعة المجموعات التي يتكون منها ما يسمى بالجيش الحر والتي يتبنى معظمها فكر طائفي تكفيري كما انها لا تخفي تلقيها الدعم من الغرب ومن دول الخليج ووجود مقاتلين من خارج سوريا في صفوفها والواجهة السياسية للمعارضة الخارج من المجلس الوطني(او مجلس اسطنبول) والائتلاف الوطني المعارض لا تقل سوءا عن المجموعات المسلحة فهي مدعومة بشكل رسمي وعلني من الغرب كما انها على تفاهم كامل مع الادارة الامريكية وبالتالي فهي تعتبر منفذة لسياساتها وضامنة لمصالح الكيان الصهيوني في المنطقة.
بالمقابل فان الحل السياسي لن يتيح لهذه القوى المشبوهة السيطرة على سوريا كما انه سيحافظ على وحدة سوريا وعلى مؤسسات الدولة السورية فهناك معارضة وطنية شريفة حريصة على مصلحة الوطن واستقلاله فهناك هيئة التنسيق بقيادة المناضل هيثم مناع وهناك بعض الاحزاب السورية التي تتبنى منهج التغيير السلمي وهي ما اصطلح على تسميتها بمعارضة الداخل.
ان تسلم احد الاطراف المشبوهة من المعارضة السورية يصب في مصلحة الغرب والقوى الامبريالية التي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة والقضاء على دور سوريا باستبدال النظام السوري بنظام تابع للغرب ومنفذ لسياساته يكون صديق عزيز للكيان الصهيوني كما النظام الاخونجي في مصر.
وبالتالي ليس هناك بديل عن الحل السياسي فانقاذ سوريا اهم من الانتقام والعنترة واخذ الثأر المسألة ليست في شخص بشار الاسد او غيره المسألة تكمن في ضرورة انقاذ سوريا والحفاظ على وحدتها واستقلالها ودورها المقاوم بدون اهمال تطلعات الشعب السوري الى حقوقه في الحرية والعدالة الاجتماعية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق